معلومات عن الكتاب :




هناك حقيقة لامفر من الاعتراف بها .. ويجب ان نجابهها لا أن نهرب منها ونمنع وصول اي حرف يتعلق بها الى آذاننا الحقيقة : أن اسرائيل تعمل بموجب خطة مدروسة متكاملة الجوانب للخروج بقضيتها الى محيط جديد وللظهور بمظهر البقعة الوحيدة التي تدافع عن الحضارة والانسانية وسط بحر من الجهل العربي الغارق في تخلفه وجهله . . .
ان سوء الفهم لبلادنا عار سوف يلطخ التاريخ الانساني أعواما طويلة . . واذا كانت ألمانيا الحديثة تدفع ثمن اضطهاد النازية لليهود حتى اليوم (للأسف شحنات من الاسلحة لاسرائيل ) فلا أدري كيف يكافع العالم الحر ثمن اضطهاده المقصود وغير المقصود للعرب لقد بدأ جيلهم يصدق كذبة اسرائيل الكبرى وجيلنا الجديد لم يع بعد معنى هذه الصدمة وتأثيرها حتى على أصغر زوايا حياته وتصرفاته . ..
**********
أنا أؤمن بأن الأماني لاتتحقق بالأساطير الرومانسية وانما بالعمل وحده ! . . .
**********
ان قضية اسرائيل بالشكل الذي تطور طرحهم لها لم تعد تهز في العربي نخوته فحسب بل وانانيته , وبقاءه . . انها لم تعد قضية (وطنيته) فحسب بل وقضية (خبزه) وأمنه واستقراره . .
ولم يعد الحديث عما يدور هنا , مجرد مناسبة سنوية يستعرض فيها الكاتب (عضلات قوميته) , وانما صار واجبا حقيقيا . . كواجب صفارة الانذارات قبل الغارات . . وربما لايشنف الاذان بموال مخدر مطرب , لكنه ينقل الحقيقية بحرارة صهيل الخيول الوحشيه التي تصهل قبل الزلازل , وتتنبأ بالعواصف.
لنفترض أني احب أم كلثوم . تهزني عاطفيا وتفجر دمعي , ولكن في هذه المرحلة بالذات أعتبرها تضخما عاطفيا في مجال ذاتي جدا وبالتالي قاصرة عن التعبير الصحيح عن حقيقة أعماقنا اليوم . .
الموسيقار العظيم هو الذي يتحسس حقا الابعاد النفسية والوجدانية والقومية لجيله ويتطور مع تطورها . . ماقدمه لنا حتى الان (لقاء القمتين ) مازال قاصرا عن التعبير الكلي عن ذلك , انه ناجح حتى الذروة في التعبير عن زاوية واحدة في الفرد العربي المعاصر : الزاوية العاطفية الذاتية , ولكن :تبدلنا .
خلال السنوات العشر الأخيرة تبدلنا ونريد من فنانينا الكبار ان يفهموا أننا تبدلنا . . لم يعد جيلنا مكبوتا ولم يعد معزولا عن قضاياه القومية . . ونريد من فنانينا ان يساعدونا على استيعاب هذا التطور للانطلاق منه الى مرحلة عمل غير ضبابية . .
اؤمن ان وعيا اجتماعيا قادر على انقاذنا قبل فوات الأوان كما كان قادرا على رفع المانيا من حضيض الدمار . . .


إقرأ المزيد

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية