معلومات عن الكتاب :
كتاب معجزة القران لفضيله الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله
نبذه عن معجزات القران
قال تبارك وتعالى: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا... ) . [سورة هود: الآية 49].
نبأ القرآن الكريم عن أخبار غيبية تحققت بالمستقبل بالشكل الموعود في القرآن الكريم هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أخبرنا القرآن الكريم عن قصص الأنبياء والأمم السالفة بالشكل الدقيق الذي لا نلاحظه في كتب اليهود والنصارى بعد تحريفها فلذلك كشف القرآن المجيد عن المحاولات الدنيئة في تحريف الكتب السماوية المقدسة التي سبقت الكتاب العزيز:
(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل. . ) . [سورة الأعراف: الآية 157].
والآن نحن لا نلاحظ ما يخص النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في كتبهم المتداولة حالياً من التوراة والإنجيل وهذا دليل صارخ على ما تلعبه أيدي اليهود والصليبية بالكتب المقدسة.
المهم بالنسبة للنوع الأول نذكر أمثلة لتوضيح هذا الجانب من المعجزة الكبرى.
(أ) قال القرآن الكريم: (غُلبت الرومُ، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرحُ المؤمنون، بنصر الله) . [سورة الروم: الآيات 2-5 ].
نزلت هذه الآية الكريمة في السنة الثانية للهجرة أي سنة 625 ميلادية بعدما انهزم جيش الروم المؤمن بالله العزيز: على يد الفرس عبدة النار آنذاك واحتلوا بيت المقدس ففرح المشركون في الحجاز بهذا الانتصار الساحق واعتبروه إعلاناً عن انتصار مقبل على المسلمين عندهم وهكذا دخل الهم والغم على المسلمين وفي الأثناء نزل الوحي لينبئ عن انتصار الروم على أعدائهم الفرس بعد تضميد جراحهم وإعدادهم من جديد لخوض معركة فاصلة وحاسمة وسيكون النصر لهم في بضع سنين يعني أقل من عشر سنوات وبالفعل تم الانتصار وفرح المؤمنون بذلك فهو وعد إلهي غيبي تحقق على الموعد المبرم.
(ب) وتنبأ القرآن العزيز بفتح مكة قبل الفتح فقد جاء في سورة الفتح: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً) . [سورة الفتح: الآية 27].
وبالفعل تم الانتصار على المشركين وتم فتح مكة بالسنة الثامنة للهجرة ـ بإذنه تعالى ـ وهذا التنبؤ كان يصعب على الناس تصديقه تبعاً للظروف الموضوعية المحيطة بالمسلمين بالإضافة إلى الظروف الذاتية غير المتكاملة لشن هكذا حرب كاسحة وهجوم كبير ومع كل ذلك تم النصر والفتح.
ويكشف القرآن عن سر آخر في سورة النصر: (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً) حيث كشف عن الفتح ودخول الناس جماعات جماعات للدين الإسلامي المبارك.
(ج) أخبر القرآن الكريم ـ كما قلنا آنفاً ـ عن حياة الأمم السالفة بذكر قصصهم بأسلوب متين معبر فقصة ذي القرنين وأصحاب الكهف وموسى وعيسى ويوسف وغيرهم.
(تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) . [سورة هود: الآية 49].
وفي هذا دلالة على الإحاطة التامة بالماضي والتاريخ وهو غيب بالنسبة للمتلقين المعاصرين.
(د) أنبأنا الله سبحانه بأن هذا القرآن يبقى كما هو دون أن تستطيع الأيدي الأثيمة أن تنال منه أو تحرفه أو تبدله فقد قال عز وجل:
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) . [سورة الحجر: الآية 9].
ونحن نلاحظ ضخامة المؤامرات الدنيئة على الكتب السماوية من الصهيونية والصليبية الحاقدة ومروراً بالماسونية وشبكاتها المدمرة والتي استطاعت أن تنال من الكتب السماوية السابقة وانتهاء بالنفوس المريضة بين بعض المسلمين وحكامهم. . كل هذه المؤامرات استهدفت القرآن المجيد كما استهدفت التوراة والإنجيل من قبل وغيرت فيهما كما يعترف بذلك أبناء وعلماء الديانات المسيحية واليهودية بينما نلاحظ القرآن الكريم يقف شامخاً محفوظاً وذلك بفعل اليد الغيبية الحافظة له وإلاَّ فإن المؤامرة عليه أكبر من دفاع المسلمين عنه ومن حكامهم أن نصبوا أنفسهم حماة لهذا الكتاب الكريم.
وهكذا حينما تحدى القرآن الكريم أولئك البلغاء والفصحاء بقوله: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً) . [سورة الإسراء: الآية 88].
والآية الكريمة الأخرى تقول: (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) . [سورة البقرة: الآيتان 23-24].
فقد نفى القرآن نجاح فعلهم إلى الأبد وهكذا كان الأمر في زمن الرسالة وبعد عصر الرسالة ويبقى التحدي ساري المفعول إلى أن تقوم الساعة.
وحتى أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) أنبأ عن المستقبل بإذن الله تعالى فقال لعمار بن ياسر (تقتلك الفئة الباغية) وأخبر عن شهادة الإمام علي (عليه السلام) وشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) بكربلاء، وكثيرة هذه التنبؤات الغيبية التي جاء بها القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) فإنها قد تحققت فنستدل من ذلك أن اليد الخفية الإلهية هي التي تقف وراء معجزة الإسلام ـ القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم.
ارسال تعليق
التعليقات : 0
إرسال تعليق